ظل العلماء حائرين طوال قرون في الإجابة عن سؤال شغل الأذهان وحير الألباب , وهذا السؤال هو : هل ما نراه في الكون من نجوم وكواكب هو الكون ؟ والى أين يتحرك الكون ؟ وقد أجاب العلماء في القرن العشرين عن هذا السؤال بعد محاولات عديدة وأبحاث ونظريات كلفتهم الكثير من الجهد والعناء وتكللت جهودهم في العقود الأخيرة بالنجاح حين نجحوا في وضع تلسكوب هابل العملاق في الفضاء الخارجي حول الأرض وقد مكنهم ذلك كله من رؤية ابعاد عميقة من الكون البعيد , واستنتاج ظاهرة تمدد الكون واتساعه بل ورصد هذه الظاهرة وإثباتها , كما أدرك العلماء ما كان القران الكريم قد أكده من أربعة عشر قرنا خلت من أن السماء ليست فراغا وإنما بناء محكما ودقيقا ( الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناْ ء ) فالكون ليس ما نراه من نجوم تتلألأ وإنما الكون كل ما يحيط بنا من موجودات على سطح الأرض ومن كواكب تدور حول الشمس ,ومن سدم ومجرات , وليس هذا فحسب بل يشمل الكون مسافات لاتحصى ولا تقاس من الفضاءات المملوءة بصور شتى للمادة والطاقة , وتبين للعلماء أن المادة المظلمة تشغل 95 % من فضاء الكون واذا علمنا أن المادة المظلمة جسيمات مادية مجهولة ذات تركيب غير محدد بعد لاتبعث ولا تعكس أي شعاع كهرومغناطيسي لكي يمكن رصدها بشكل مباشر أمكننا أن نفهم ان الفضاء الذي نراه وبتعبير أدق السماء المشاهدة ليست فراغا وانما بناء ومن ثم فأن الأجسام والأجرام تسبح فيها ولا تدور , وهو ما أدركه العلماء أخيرا فقالوا مصححين أن الأجرام والكواكب تسبح في الفضاء , تماما كما جاء في القران الكريم منذ أربعة عشر قرنا خلت (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) .
ويقدر العلماء أن في الكون المدرك نحو ثلاثة آلاف مليون مجرة , وأن بمجرتنا وحدها نحو مئة ألف مليون نجم , وأن ثمة أعمدة وجسورا مشكلة من المجرات وخيوطا من المجرات و يحوي كل منها آلاف المجرات التي تمتد لملايين السنوات الضوئية .
أما رصد توسع الكون وتمدده فقد توصل إليه العلماء بعد جهد كبير وعناء طويل , وكانت البداية لدى العالم الفيزيائي الفرنسي هيبوليث عام 1848 حيث قام بتطبيق ظاهرة تأثير دوبلر على الضوء و وكان قد طبقها على الصوت وذلك من خلال اختراق الضوء الأبيض لمنشور زجاجي وتحلله إلى أطياف سبعة كل طيف له طول موجي فكلما تحرك الضوء متباعدا عن المشاهد انحازت الحزمة الى اللون الأحمر , وكلما تحرك الضوء مقتربا من المشاهد انحازت الحزمة الى اللون البنفسجي , وبعبارة أخرى فاذا كان مصدر الضوء يبتعد عنا فان موجات الضوء تصبح أكثر طولا من المعتاد وتعطينا انطباعا باللون الأحمر لأن الضوء الأحمر هو الذي نراه عندما تطول موجات الضوء , أما اذا كان مصدر الضوء يقترب منا فان موجات الضوء سوف تتضاغط ويصبح طولها أقصر وتعطينا حينئذ انطباعا باللون البنفسجي ذي الموجات القصيرة .
وحينما رأى الفلكيون في الثلث الأول من القرن العشرين ضوء النجوم ينحاز إلى الطيف الحمر تساءلوا : هل هذا يعني أن النجوم تتباعد عنا ؟ وإذا كانت تتباعد فأين دور الجاذبية ؟ ولماذا لم ينكمش الكون على ذاته طالما أن الجاذبية هي القوة الوحيدة ؟
لقد أجاب القرآن الكريم عن هذا السؤال الذي حير العلماء وأعناهم عشرات السنين , وبينما قرر القرآن الكريم أن
القسم : - الزيارات : [2899] - التاريخ : 17/4/2010 - الكاتب :