القدس زهرة المدائن , أرض المحشر والمنشر , وحاضنة المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ,تتعرض اليوم لمؤامرة صهيونية تستهدف الاجهاز عليها د ينا وأرضا , تاريخا وثقافة و واذا كانت المستوطنات الاسرائيلية والطرق الالتفافية والاراضي المصادرة والجدار العازل واعمال الحفر قد طوقت المدينة وعزلتها عن باقي مدن الضفة الغربية المحتلة فان قرار دولة الاحتلال الصهيوني ببناء 80 الف وحدة سكنية داخل القدس الشرقية وكذلك بناء كنيس يهودي على الحائط الغربي للمسجد الاقصى – يعد بمثابة بداية النهاية لعروبة القدس ويشكل مرحلة بالغة الخطورةفي تهويد المدينة وطمس معالمها الاسلامية والمسيحية توطئة لاعلانها بالفعل عاصمة موحدة وابدية لدولة الاحتلال الصهيوني .
فهناك مخطط صهيوني بدأ منذ فترة طويلة ويأخذ اليوم ابعادا خطيرة ويستهدف القضاء على الاضلاع الثلاثة للوجود الاسلامي العربي في المدينة المقدسة وهي الاسلام والارض والانسان .
وقد اظهرت دراسة فلسطينية تحليلية ان دولة الاحتلال الصهيوني قد عملت خلال الاعوام 1996- 2007الى زيادة مساحة المستوطنات في الضفة الغربية بما نسبته 85%كما ذكرت دراسات أخرى انها قررت شق طريق جديد يربط بين مدينتي رام الله وبيت لحم دون المرور بالقدس ويستوجب هذا الطريق مصادرة الاف الدونمات من اراضي المواطنين الفلسطينيين الزراعية صور باهر , وأم طوبا , وأبوديس على أطراف مدينة القدس (1)وبالرغم من ضالة مساحة القدس الشرقية الا أن أعمال السطو والارهاب والمصادرة مستمرة في حق العرب الفلسطينيين وممتلكاتهم كما أن القوانين الصهيونية تشن بين الحين والاخر للتضييق عليهم ولحملهم على الرحيل وتهدف مجمل السياسات الصهيونية في نهاية المطاف الى تهجيرهم وطردهم من القدس بينما تسن القوانين وتمنح الحوافز لصالح المستوطنين والقادمين اليهود , ونتيجة لهذه السياسات فقد ارتفع عدد اليهود في القدس الى نحو 600 الف يهودي بينما لم يزد عدد العرب عن 220 الف .
وازاء هذه السياسات الظالمة والمنافية للقانون الدولي ولميثاق الامم المتحدة ولاتفاقية جنيف الرابعة يرفع العالم عقيرته بين الحين والاخر محتجا وتعقد مؤتمرات لدعم القدس والشعب الفلسطيني , ففي 25 من شهر الفاتح سبتمبر 2008 ناقش مجلس الامن الدولي على المستوى الوزاري توسيع دولة الاحتلال الصهيوني لمستوطناتها القائمة على اراض عربية محتلة1967 ولم ينجح المجلس في اتخاذ اي قرار عملي بسبب معارضة المندوب الامريكي بينما اصدرت الجمعية العامة الكثير من القرارات والتوصيات التي تندد بالاستيطان والتي تؤكد على حقي الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير , كما احتجت منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة على الممارسات الصهيونية المستهدفة لتغيير المعالم التاريخية للمدينة المقدسة وبالرغم من هذه الاحتجاجات واصلت دولة الاحتلال الصهيوني اعمال الحفر السطحية في الجهتين الجنوبية والغربية من المدينة وواصلت اعمال الحفر الباطنية تحت مباني واثار المدينة التاريخية بما فيها المسجد الاقصى نفسه فيما يسميه الفلسطينيون بالنفق المشؤوم , ومع أن أعمال الحفر مستمرة منذ العام 1967الا انها لم تكشف الا عن آثار عربية اسلامية ولم تنجح السلطات الصهيونية في الكشف عن اي آثار عبرية او يهودية مما يدحض المزاعم الصهيونية ويؤكد حقيقة النوايا الخبيثة للكيان الصهيوني .
وتعمل جميع الاحزاب والتكتلات السياسية الصهيونية على دعم الاستيطان في القدس والضفة الغربية ويقود اليمين الصهيوني اليهودي المتطرف حملات عنيفة ضد المدينة ومواطنيها ومعالمها ومن أنشط هذه المنظمات ابناء الهيكل وكاخ وحيلو خيام ولايستثني هؤلاء من عدوانهم وعبثهم أي مكان ولم يسلم المسجد الاقصى منهم ويزعمون ان موقع قبة الصخرة ملكية تاريخية لهم وان سيدنا داود عليه السلام قد اشتراه من ( أرافتا ) وأن هذا المكان ( موقع قبة الصخرة ) هو المكان الذي جلب فيه نبي الله ابراهيم ابنه اسحق ليضحي به , ويزعمون أن الوعد بهذه الارض انما كان لاسحق ويعقوب دون غيرهم .
اما الزعماء السياسيون الصهاينة سواء في اليسار أو اليمين حمائم وصقورا فيعملون ليل نهار على اقامة دولة يهودية محضة وفي جعبتهم مخططات لطرد عرب فلسطين 1948 الى خارج الخط الاخضر والى ما وراء الجدار العازل وبين الفينة والفينة تسرب الصحف العبرية والدوائر التابعة للموساد خرائط لتبادل الاراضي سواء مع السلطة الفلسطينية في رام الله او مع جمهورية مصر العربية لايجاد كيان لدولةفلسطينية هزيلة ومنزوعة السلاح ممتدة الى اراض من سيناء والنقب لتستوعب الفلسطينين الذين سيرحلون ويهجرون من القدس وغيرها من مدن المثلث والساحل , ورفض مصر والسلطة الفلسطينية لهذه المخططات لايعني ان زعماء بيت اسرائيل قد اسقطوا هذه الفكرة من مخططاتهم ونواياهم والمثل الحي على ذلك ما يلاقيه اهل القدس من اضطهاد وتمييز كما ان اهالي مدينة عكا يتعرضون لاعمال السلب والنهب والضرب على مرأى ومسمع من أجهزة الامن والشرطة الصهيونية فلا يتحرك منهم أحد لنجدتهم والذود عنهم , بل تركوا لمصيرهم وسط غالبية من اليهود والمستوطنين الحاقدين المطرودين من قطاع غزة ومن بعض البؤر الاستيطانية العشوائية و ومعلوم ان المستوطنين الارهابيين هم جيش مواز لجيش دولة الاحتلال الصهيوني يبطش ويقتل ويتحرك وفق رؤيا متفق عليها مع الدولة واجهزتها المختلفة .
القسم : - الزيارات : [3109] - التاريخ : 17/4/2010 - الكاتب :