أم الحيران والنقب ومخطط برافر
عبدالعزيز الكحلوت
ماجري في أم الحيران وما حولها من قلع للسكان من قراهم وأراضي آبائهم وأجدادهم الفلسطينيين شيء لايقره قانون ولا يسمح به دين ولا يرضاه ضمير حر أو تقبله إنسانية نبيلة . أم الحيران نموذج لقرى النقب الفلسطينية البدوية التي اعترف لها الإنتداب البريطاني في عام 1947 بملكيتها لأراضيها لكن الدولة العبرية بعد اغتصابها لفلسطين عام 1948لم تعترف لها بهذه الملكية وقامت في عام 1956 بنقل أهالي أم الحيران الى منطقة وادي عتير على حدود الخط الاخضر بأمر عسكري وفي عام 2006 قررت الحكومة الاسرائيلية انشاء مستوطنة اسرائيلية على أراضي قرية ام الحيران تحت مسمى حيران ومنتجع على اراضي قرية عتير المحاذية لها . مأساة أم الحيران تمثل مآسي (200) ألف عربي فلسطيني موزعين على (65) قرية في صحراء النقب التي تشكل (50%) من مساحة فلسطين التاريخية بينما يشكلون هم (12%) من مجموع العرب في داخل الخط الأخضرالبالغ عددهم مليونا وستمائة ألف إذ لا تعترف بمعطم هذه القرى سلطات الاحتلال ولا تقدم لها أي خدمات بل وتتهم شبابها بالارهاب والتطرف وتقوم بهدم بيوتها وازالتها من الوجود كما فعلت بأم حيران وقرى أخرى عديدة ووفقا لمخطط برافر سيجري تجميع هذه القرى السبعين في سبع قرى على مساحة هي أقل من 1% من مساحة صحراء النقب وستتم مصادرة أراضيها لصالح الإستيطان والمخططات العسكرية والأمنية والاقتصادية ومعلوم أن مخطط برافر الذي أقره الكينيست في يونيو (2013) تراجعت عنه الحكومة بسبب الضغوط العربية الشعبية لكنه ينفذ فعليا من قبل الحكومة اليمينية المتطرفة التي أصابت تسعة في أم حيران من بينهم النائب أيمن عودة كما قتلت المعلم يعقوب ابو القيعان وتقود وزيرة القضاء الاسرائيلية ايليت شاكيد زعيمة حزب البيت اليهودي الحرب على الفلسطينيين لطردهم من بلادهم تطبيقا لشعار يهودية الدولة . توحيد جهود فلسطينيو الجليل والمثلث والساحل والنقب بات ضرورة بقاء في مواجهة عمليات التهويد التي تستهدف التهام ماتبقى من أراض في أيديهم وهم في حاجة أكثر من أي وقت مضى لتضامن أمتهم العربية والإسلامية خاصة بعد تهديدات ترامب وفريقه.
القسم : - الزيارات : [2567] - التاريخ : 14/3/2017 - الكاتب :