ثلاث نظريات على مسرح اوراسيا
تتناول ثلاث نظريات سياسات لاعبين أساسيين في أوراسيا ( المنطقة الممتدة من شرق الصين إلى حدود أوروبا والشرق الأوسط) الأولى احتواها كتاب المفكرالدكتورأحمد داود اوغلو رئيس الوزراء التركي السابق"العمق الاستراتيجي" وترى أن بمقدور تركيا توظيف موروثها التاريخي والجغرافي في سياستها الخارجية بإعادة تشكيل هويتها على أساس يجمع بين ماضي تركيا العثمانية و حاضرها اليوم وبالمقابل هناك نظرية الكسندر دوغن المطبقة من قبل الرئيس بوتين وتقول إن قدر روسيا الجغرافي والثقافي أن تكون امبراطورية أوراسية لأنها ليست غربا فتنتمي الى أوربا وليست شرقا فتنتمي الي آسيا فهي واقع جغرافي وإثني وثقافي متميز يربط بين الشرق والغرب وبحسب دوغن فإن معركة الروس من أجل السيادة على العالم تتطلب اعادة بناء الأمبراورية القديمة في محيطها الاوراسي وهذا يتحقق بوسائل عدة من بينها القوة العسكرية ويرى دوغن أن تخلي روسيا عن الأسد يعني أن بوتين "يكتب بنفسه شهادة وفاة روسيا ووفاة العالم متعدد الأقطاب".أما النظرية الثالثة فهي نظرية بريجنيسكي التي بثها في كتابه رقعة الشطرنج الكبرى والتي يرى فيها أن ظهور أي ائتلاف أوراسي مسيطرأو معاد للولايات المتحدة سيشكل تحديا لها ولقدرتها على سيادة العالم .اللافت للإنتباه أن هذه النظريات تتواجد على مسرح واحد فهل ستتعايش على أرض الواقع أم تتنافر وهل ستسمح الولايات المتحدة لروسيا بإعادة بناء أمبراطوريتها في المحيط الأوراسي وهل سيترك الغرب وروسيا وإسرائيل تركيا تعيد تشكيل هويتها آخذة في الإعتبارموروثها التاريخي أم سينسجون لها المؤامرات ويسعون إلى إضعافها وتفتيتها .
عبد العزيز الكحلوت
القسم : قضايا سياسية - الزيارات : [347] - التاريخ : 14/3/2017 - الكاتب : عبدالعزيز الكحلوت